ميكافيللى .. هل كان يرى البشر أشرارًا وأنانيين؟
تمر اليوم ذكرى ميلاد الفيلسوف الإيطالي نيكولو ميكافيللي، إذ ولد في 3 مايو عام 1469، الذى كان مفكرًا وفيلسوفًا سياسيًا إيطاليًّا إبان عصر النهضة.
أصبح مكيافيلي الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الواقعي، والذي أصبحت فيما بعد عصب دراسات العلم السياسي. أشهر كتبه على الإطلاق، كتاب الأمير، والذي كان عملاً هدف مكيافيلي منه أن يكتب نصائح لـلحاكم
ونشر “الأمير” للمرة الأولى بعد وفاة مؤلفه ميكافيلى، وأصبح بعد ذلك من أشهر الأعمال وأكثرها تأثيرها على الحياة السياسية، وجملته المحورية هى “الغاية تبرر الوسيلة” فالكتاب لا يركز على الأخلاقيات، لأن البشر وفق مكيافيللى أشرار بطبعهم.
وبحسب دراسة للباحث غازي الصوراني بعنوان “ميكافيللي” فأن وقد اعتبر ميكافيلي ذلك من المسلمات من دون أن يدخل في تحليل فلسفي لجوهر الإنسان، لذا، على الحاكم أن يفترض أن البشر أشرار، ويجب عليه أن يكون قاسياً ومنطلقاً من أن الإنسان أناني النزعة من أجل أمن الدولة، وبالتالي حياة الشعب وأملاكه.
البشر -عند ميكافيلي- أنانيون دائمًا، لكن هناك -كما يقول- درجات مختلفة من الفساد، فقد زعم ميكافيلي أنه درس الدول الجيدة والدول الفاسدة، والمواطنين الصالحين والطالحين، وكان مهتماً بتحديد الشروط الدقيقة للمجتمع الجيد وللمواطنين الصالحين من وجهة نظره!، فالدول الجيدة عنده هي تلك التي تحافظ على توازن بين المصالح الأنانية المختلفة، وبذلك تكون مستقرة، أما الدولة الفاسدة، فهي تلك التي تكون فيها المصالح الأنانية في حرب مفتوحة. والمواطن الصالح هو الوطني والمقاتل. وبكلمات أخرى نقول إن الدولة الجيدة هي الدولة المستقرة.