هبة مصطفى تكتب: حلمى عايش.. ما انتهاش




لا تتعجب عزيزى القارئ فالحلم المترجم إلى واقع ملموس كتبت بل حفرت سطوره بصبر وعرق وجهد… نعم هو فكرة… شايفة بكرة… لى ولك نحيا به وفيه… بكرة لا يقتصر على أحد بذاته مجرد من الخصوصية.


رسائل فتحت لنا آفاق جديدة وحذفت معانى تكبدنا المعنى الحقيقى لها سنين طوال وشق الأمل دهاليز حجبت عنا الحياة ، معان يحى بها العالم كله ….


عزيزى القارئ تذكر جيدا أن أولاد الناس متساوون مهما اختلف تواريخ ميلادهم، لكن الفضائل تصنع الفروق فيما بينهم. هكذا تعلمنا، لكن ما نعيشه اليوم هو شيء آخر. حيث تمخضت ثورة يناير 2011. عن سلوك تصادمى بين جيلين جيل التغير السريع وجيل التغير بخطوات مدروسة. نعم كلا المدرستين يحوى نزعة عصبية تقف وراءها رغبة فى الصدام العمرى المجتمعى على مختلف الفئات وفِى جميع المجالات هذا النوع من التصادم غير مريح لكبار السن، فنجد أنَّ القِيم والموروثات فى التَّعامل مع كبار السن تراجعت نسبيًا مقارنة بما كانت عليه فى الماضى لدى بعض الشباب، يرجع أسبابه إلى دخول التكنولوجيا حياتنا واختلاف الفكر بين الماضى والحاضر، ورغم اليقين الكامل أن هذه الاختلافات معتادة وفقا لما تتطلبه طبيعة الحياة البشرية فمنطلقات كل جيل تتماشى مع مبادئ وقيم عصره فالذى حنكته الحياة يتصرف بطريقة واقعية رتمها هادئ مرتب ليس لها علاقة بالطاقة الاندفاعية والثورة التكنولوجيا المعلوماتية واسعة الأفق لدى الشباب والتى يميل بفطرته تارة الى المثالية وتارة أخرى إلى تعظيم الآنا .


للوهلة الأولى، يبدو أن الشباب هم أكثر ذكاءً لأنهم يتوصلون إلى قراراتهم بشكل أسرع إلا أن الواقع العملى فى معظم الأحيان أظهر لنا غير ذلك فأغلبية الذين رُشحوا إلى مناصب قيادية غيروا الأوليات نهائيا وتحولت إلى نجاح أنوى وعليه تغيرت آليات التنفيذ وتحولت إلى مقصلة وبخاصة لذوى الخبرات ورفعت رايات التهميش والأخذ بالثأر ممن هم فوق الأربعين أو الخمسين والاستعانة بالأصدقاء ومن أقل منهم خبرة ومستوى وتعليم وانتشار (قانون الطاعة العمياء)، وتبدلت الأحلام فى التدرج الوظيفى وأصبح (حضانة يكمل فيها فترة ما قبل ولادته الحقيقية) والثمن تكاليف ما أنزل الله بها من سلطان وكله تمام فى النهاية، وكان القدر يقول لنا يا فرحة ما تمت عندما سمعنا قادة السياسة يفسحون الطريق أمام الشباب للعمل والإنتاج لا لتولى مناصب إدارية وتشغيل السكين الكهربائى لكبار السن وإهدار وتجميد ذوى الخبرات، فعلا كل هدف نبيل يطرح علينا يتم استغلاله بسواعد خفية .


القيادة السياسية لن تراقب الضمير والأخلاق، فلابد من تجريم من يتمسك بسياسية المنشار الذى يغتال عقول وخبرات كان من الممكن ان تخدم الوطن هل نحتاج الى مترجم يفك لنا شفرات ما يحدث من بعض الشباب تجاه جيل الوسط بالذات؟ ولماذا الحروب الخفية والتى تعبر عن مستوى متدن من الأخلاق ؟ إن الشباب هم العمود الفقرى للمجتمع، وعماد التنمية والتقدم فى أى مجتمع وهو الأجدر بمعرفة متطلبات مجتمعه وعنده من الإبداع والثقافة العصرية ما يحقق هذا الطموح بشرط أن يكون مقترنا بمن يمتلك من القدرات والمواهب المشروعة من الشباب، وليست المواهب المحجوباتية الزائفة ما يدفع بالمجتمع لنهوضه وتقدمه بوجه عام وفى شتى المجالات، من هنا يجب التأكيد على من تخصب بهم ارض بلادى من شبابنا ضرورة الاهتمام بالكبار واحترامهم وتوقيرهم تنفيذًا لتعاليم الأديان السماوية واتفاقاً مع الفطرة السليمة للإنسان، والاستفادة من خبرات جيل الوسط والتعلم من تجاربهم المُتعددة فى كافة مجالات الحياة، باعتبارهم حلقة وصل صادقة بين الأجيال الجديدة وخبرة الأجداد المتراكمة سعيا الى التغير للافضل ، لنرى مجتمعا تنمويا متقدما دينامكيا جديدا مبنيا على سواعد وعقول متحضرة لا على أحلام مغتالة ودموع كفاءات مهدرة. الجدير بالذكر فى بريطانيا أيام العصور القديمة كانوا يرسلون إلى السجين رسالة تقول: تقرّر إعدامكم مع فائق الاحترام، لا يا سيدى اترك لى حقى فى الحياة التى خلقنى الله من اجلها لا أريد تهذبك المزيف هذا .


لا تغتال حقى فإن لم نستطع أن نتحالف فعلينا أن نتعاون، وإن لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام فنحن فى مجتمع واحد ، والمعيار فى النهاية هو صانع النجاح والانتصار، وهذا المعيار غير مقرون بعمر ولكن مرتبط بمثلث الحياة “وتفعيل وتأكيد الرغبة فى العمل ، التأهيل ، الالتزام بأهداف واجبة التحقيق” وننتظر الولادة الطبيعية للحياة المهنية حتى لا تتحول إلى بهلوان إدارى سريع الحركات ينتقل من حبل إلى آخر ليحظى بنجاح وهمى وهذا يتنافى مع أهداف قيادتنا السياسية لتولى المراكز القيادية  ،،، إذا لم تحمل هم هذا الوطن فأنت عبء عليه ،، وفى النهاية معا نحذف السلبى لنرفع شأن الوطن ،،، تحيا وطنى إلى يوم الدين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *