محمد عبد الوهاب.. هل خالف موسيقار الأجيال قواعد التلحين؟
تمر اليوم الذكرى الـ 33 على رحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، إذ رحل عن عالمنا في 4 مايو عام 1991، وهو أحد أعلام الموسيقى العربية، لقّب بموسيقار الأجيال، وارتبط اسمه بالأناشيد الوطنية، وأحد هؤلاء الذين وصلوا للعالمية، وتجاوز إنتاجه الفنى حدود المحلية، بعدما استطاع أن يصل بألحانه مع عظماء الغناء والطرب المصرى إلى قلب القارة العجوز.
عرف عن الموسيقار محمد عبد الوهاب تجديده في الموسيقى الشرقية، إذ حاول إجراء تغيير جذرى فى الأغنية العربية، فكان أول ما حاول تقديمه، فك سجن الجملة اللحنية من قيود الإيقاع الواضح الذى غالبا ما يحرك فى المستمع الحس المادى أكثر من الوجدان، ويذكر عبد الوهاب في مذكراته التي جمعها وقدمها الشاعر الكبير فاروق جويدة، أنه كسر القاعدة اللحنية فى “جارة الوادى” فقد بدأ من نغمة “البياتى” على مقام “الدوكا”، وانتهى بها بمقام البياتى أيضًا، لكن على مقام العشيران، أى ابتدأت ببياتى على “الرى” وانتهيت إلى بياتى على “اللا” وهذه مخالفة صريحة، وثار أساتذة نادى الموسيقى فى ذلك الوقت، وحاكموا عبدالوهاب فى جلسة ضخمة، شارك فيها أساتذة أجلاء، لم يسمِ أحدا منهم.
وفي دراسة بعنوان “تحليل ألحان عبد الوهاب” يستشهد الناقد الموسيقى الدكتور أسامة عفيفي، بألحان أغنية “في الليل لما خلي” حيث أكد أن اللحن الأخير أحدث دويا هائلا وأثار إعجاب الجمهور المثقفين والعامة على السواء، واعتبر نقلة كبيرة فى فن عبد الوهاب والموسيقى العربية بصفة عامة.
ويوضح عفيفي في تحليله: إن من خصائص هذا اللحن أنه استخدم شكلا جديدا للأغنية، كتبت الأغنية على شكل المونولوج أى بدون مذهب وكوبليهات، وأول من قدم هذا الشكل كان سبد درويش فى لحن والله تستاهل يا قلبى، وهى تسترسل من البداية للنهاية لا مقطع يتكرر ولا عودة للبداية فى آخر الأغنية ، إنها تحكى كالقصة، كوصف لتأملات إنسان فى الليل الساكن وما يلهمه به من أفكار وأحاسيس.