عزت إبراهيم لـ”الشاهد”: دعم الإعلام الغربي لإسرائيل طرح أسئلة حول شرعية الرد الإسرائيلي
قال الدكتور عزت إبراهيم، رئيس تحرير جريدة “الأهرام ويكلي”، إنه: “بعد مرور أكثر من 200 يوم على الأحداث الدائرة في غزة، أصبحت الأزمة الفلسطينية تلقي بظلالها على المشهد الدولي وليس الإقليمي فقط، كما أن الصحافة الغربية تلعب دورا هاما للغاية في توفير المعلومات حول ما يجري في الدول الغربية حاليًا”.
وأضاف “إبراهيم”، خلال حواره مع الإعلامي الدكتور محمد الباز ببرنامج “الشاهد” المذاع على قناة “إكسترا نيوز”: “هناك تحول إلى حد كبير للغاية في المشهد العالمي، ويمكن البناء على هذا التحول في المستقبل، وأيضًا يقدم لنا قدر من الإحباطات بشأن ما يمكن أن يحدث في الفترة القادمة، فمنذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وخاصة بعد أن وقف المؤسسات والصحف الغربية الكبرى بشكل كامل وراء إسرائيل، بدأ الرأي العام الغربي في طرح أسئلة حول شرعية الرد الإسرائيلي”.
وتابع: “من هنا جاءت عملية المراجعة التي جرت، ووصلت إلى هذا الكم الكبير من المظاهرات التي انتشرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والعديد من الدول الأخرى، وما أراه أنه بالتأكيد ما قبل 7 أكتوبر لا يشبه تماما ما بعد ذلك التاريخ، وذلك فيما يخص القضية الفلسطينية على مستوى الداخل بالولايات المتحدة وأوروبا الغربية تحديدا”.
وقال عزت إبراهيم، إن: “الدعم المطلق لإسرائيل ما زال متواجدا في الدوائر الرسمية الملتصقة بدوائر صناعة القرار، سواء المؤسسات التشريعية أو على مستوى المؤسسات الرئاسية؛ لأنها ما زالت تحت تأثير كبير لجماعات الضغط الموالية لإسرائيل”.
وأضاف “إبراهيم”، : “منذ عام 1945، كانت جماعات اليهودية قبل قيام دولة إسرائيل تعتمد على بناء على هذه القاعدة الكبيرة، اعتمادًا على النفوذ السياسي والاقتصادي، فهي تملك الأموال اللازمة لتأكيد هذا النفوذ في الأوساط الغربية، والذي جنت حصاده عند إعلان قيام دولة إسرائيل ثم بعد ذلك المواجهات العربية الإسرائيلية، فضلًا عن انحياز الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل بشكل كامل، خاصة في حرب 67”.
وتابع: “وصلنا بعد ذلك لمرحلة دخول الولايات المتحدة لتصفية قوى عربية كبرى، مثل العراق، الأمر الذي ترك أثرا كبيرا في مسألة أنه لا يستطيع أحد أن يقهر إسرائيل في الدوائر الغربية”.
وقال إن: “إسرائيل استطاعت أن تصنع أسطورتها مرة أخرى بعد تحطيمها في حرب أكتوبر 1973، وذلك من خلال التغلغل في أوساط المجتمعات العربية والتحكم في القرار السياسي العربي، ثم التدخل المباشر من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لتصفية قوى رئيسية في المنطقة”.
وأضاف “إبراهيم”،: “فترة التسعينيات شهدت هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية ثم تراجعت بعد “الربيع العربي”، فهناك مقولة شهيرة للكاتب الأمريكي مارك توين، تشير إلى أنه عندما لا تقرأ الصحافة الأمريكية فأنت غير مطلع، وإذ قرأتها فأنت مضلل”.
وتابع: “تراث الإعلام الأمريكي يعبر عن جماعات مصالح ونخبة حاكمة، كما أن قيادة الرأي العام من خلال الإعلام تعد فكرة قديمة”.