حكاية زيزى.. كرست حياتها لمساعدة سيدات قريتها وعلمت الأطفال اللغة النوبية
ولدت وسط مجتمع مميز في كل شيء، في أهله الطيبين ولغتهم المختلفة والأماكن السياحية النادرة التي يأتي إليها الزوار من كل مكان في العالم وهو المجتمع النوبى، فمنذ صغرها ركزت مع المرأة النوبية ومدى إتقانها وتفانيها في بيتها مع أولادها ومع زوجها أيضًا ومساعدته في مصاريف المنزل، فأغلب السيدات في قريتها يعملن في الحرف اليدوية من أجل لقمة العيش ويواجهن العديد من الصعوبات، كما لاحظت غياب استخدام اللغة النوبية في بلدها وهى لغتهم الأساسية، فقررت أن تعيد إحيائها وتكون رسالتها في عملها وفى الحياة هى “النوبة”.
زيزى صيام باحثة في التراث النوبى ومعلمة لغة نوبية وخريجة خدمة اجتماعية، قررت أن تكون رسالتها في الماجيستير لخدمة أهلها في النوبة وخصوصًا السيدات، بدأت حكايتها مع عالم ألمانى عندما فتحت مدرسة لتعليم اللغة النوبية في قريتها.
وفى حديثها لـ”اليوم السابع” قالت: “لاحظت إن الجيل الحالي مايعرفش حاجة عن اللغة النوبية بتاعتنا وإنها بدأت تندثر عشان كده فكرت أعلم الأطفال اللى مايعرفوش حاجة عن اللغة النوبية وفتحت مدرسة فى قرية غرب سهيل لتعليم اللغة النوبية والناس بدأت تتجاوب ساعتها وتيجى وتحضر عشان تعرف أكثر عن لغتنا”.
وتابعت: “فى 2010 فيه عالم ألمانى اسمه ماركوس سمع عن مدرستى لتعليم اللغة النوبية في القرية وزارنى مع زوجته وفوجئت إنه بيتكلم عربى ونوبى كمان ساعتها حسيت بغيرة شديدة إنه إزاى واحد ألمانى مش مصري وعارف مصطلحات نوبية وبيتكلم أحسن من ناس كتير نوبيين، واتعلمت منه حاجات كتير من كتب وأمثال نوبية هو عارفها وعرفت منه القواعد النحوية بتاعتنا وكيفية الكتابة باللغة النوبية، وهو كمان أتعلم مننا حاجات كتير ومصطلحات مكنش يعرفها لأن أغلب الحاجات اللى كان يعرفها كانت باللهجة الدنقلاوية السوداني ودى بحروف مختلفة، ولغاية دلوقتى هو وزوجته بيزوره أسوان عشان يعرفوا أكتر عن اللغة بتاعتنا وبيكتبوا التعديلات دى فى المذكرات اللى معاهم”.
“رسالتى في الماجيستير عن المرأة النوبية ومجتمعنا النوبى”، هو ما قالته زيزى عن رسالتها التي ركزت فيها على تسليط الضوء عن معاناة المرأة النوبية حيث قالت،” في هذه الفترة مركزة أكتر عن المرأة النوبية، من خلال وجودى ونشأتى في المجتمع النوبى لاحظت إن بعض السيدات النوبيات عليهم أعباء كتير جداً وتوصلت لنتائج إن المرأة النوبية بتواجه ضغوط حياتية وأغلب السيدات شغالين في الحرف اليدوية والتطريز وبيواجهوا ضغوطات كتيرة، فقررت أعمل رسالتى في الماجيستير عن المرأة النوبية والأعباء اللى بتواجهها، وبنزل كتير وسط السيدات أتكلم معاهن وأسمع معاناتهن وأحاول أوصل أصواتهن للمجتمع”.
وأنهت حديثها قائلة: “بحب المجتمع النوبى وبحب أى حد يدخل المجتمع النوبى، أنا شايفة إنه مجتمع نادر جداً نادر تلاقى زيه و زى الناس اللى في النوبة وعاداتنا وتقاليدنا اللى متمسكين بيها، عشان كده لازم نقضى على أي مشكلة ممكن تغير صورتنا قدام الناس وده اللى أنا بسعى له”.